اريد أن القمك روائح طفولتي لقمة لقمة 

اريد أن القمك روائح طفولتي لقمة لقمة، واسكب في عينيك مشاهد تلك الايام ، لعلّك تشفى من عماك  وتراني.. قصادئ للشاعرة رجاء غانم دنف. 

دمشق

اريد ان ابدا معك كل شيء فأخبركَ عن كعك العيد الي احترق وابن الجيران الذي ترصّدني في مدخل العمارة المُعتم. عن طابور الصباح في مدرسة اللاجئين الفلسطينيين وعن جدائل الفتيات التي لم تكن لي وكنت اراقب تصفيفها في كل يوم.

سأحدثك عن رائحة صابون الغسيل في تلك الايام، وعن البوظة الشامية التي أعشقها وسأحدثك عن شادي بعيونه البحرية لأنه ما زال يزورني في الأحلام. وعن سندويشة الفلافل في صباح غائم ونظرة بعيدة الى السماء.

سنشم معا روائح الورد الجوري التي كان يبيعها رجل بابتسامة حنونة لم اشاهد اجمل منها وعن حيرتي امام الورد ايه الاجمل والاكبر والاكثر ضوعًا؟

اريد أن القمك روائح طفولتي لقمة لقمة 

واسكب في عينيك مشاهد تلك الايام 

لعلّك تشفى من عماك 

وتراني 

***.      ***       ***

عن الضّحكِ وفساتينِ الامّهات 

أغمضُ عينيّ

عتمة أيضًا 

تضاف للعتمة الراقدة على مدّ البصر

الفرق أنها عتمتي انا أمشي إليها بإرادتي

على عكس العتمة المبصرة تأكلني بأنياب يومية

 

كنا صغارًا 

نضحك كثيرًا 

نغرف قدر ما نشتهي من جِرار الضحك

لا نشبع 

لا تنضبُ الجِرار

كنا صغارًا 

نضحك كثيرًا 

في الزمان البعيد حين ارتدت امهاتنا فساتين تصل لفوق الركبة 

وأشعلن سجائر كينت طويل 

في زمان بعيد 

كان الضحك ملء الجِرار

   

  ساعدُّ: واحد اثنان ثلاثة وأقول أحبُّكَ

ستعدُّ أنتَ: واحد اثنان ثلاثة وتطلق الرصاصة نحوي

 

أشياء بسيطة لم أقلها لكَ 

كمثل أنني أحبُّ أن أقول لكَ أشيائي البسيطة 

 

لم يجمعنا شيء 

لا كتابات شمبورسكا ولا بكاء الأفلام الساذج ولا الخوف من انتهاء الربيع 

ولا الحوار الدائر عن ارتفاع حرارة الأرض 

ولكن بشكل ما أسسنا حياة معًا. أهكذا تُسمى: حياة؟

فنلعب اللعبة إذا حتى آخرها 

ننظر للعدم في عينه ونقول: انت المنتصر الوحيد

 

كان حبّنا محظورًا 

يشبه بلادنا التي تمنع تجمّع أكثر من عشرة أشخاص في مكان عام 

نشبه بلادنا وتشبهنا 

البلاد التي تخاف التجمّعات هي ذاتها التي تقبر الحب.

 

سيموت الجنرال ويخلّف وراءه عددًا لا بأس به من الأحفاد

وسيموتُ الجدُّ الفقير مخلّفًا عددًا جيدًا من الأحفاد أيضًا

وبهذه الاعداد الدسمة سنكملُ إعطاء العدم اسمه من جديد 

سنموت بقدسية لنخلقه كل يوم من جديد  

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *