ذاكرة الجسد
أحلام مستغانمي
“كان صوت ذلك الطبيب يحضرني بفرنسيّته المكسّرة ليوقظني ‘ارسم’. كنت استعيده داخل بدلته البيضاء، يودعني وهو يشد على يدي ‘ارسم! ‘”
هذه كانت النصيحة التي أسداها الطبيب لخالد-المحارب الذي فقد ذراع اليسار في حرب التحرير الجزائرية-كي يتخلص من اكتئابه العميق. بعد مضيّ عقود طويلة على هذه المحادثة يفتتح خالد معرضه الأول في إحدى صالات العرض الباريسية، وهناك يلتقي بأحلام، الأديبة الشابّة التي تقع في حبه على الرغم من أنه كان في سن والدها. خالد القاصّ هو من نسيج خيال الكاتبة أحلام التي تُحوّل صوتها إلى صوته وتحكي الرواية بصيغة المذكّر. لغة الرسم كخلاص لمن بتر ذراعه تشقّ الطريق إلى لغة الأم لمن جرى احتلال لغتها.
أحلام مستغانمي تعتبر الأديبة الجزائريّة الأولى التي تنشر رواية باللغة العربية بعد التحرّر من الاستعمار الفرنسيّ. وكما قال عضو لجنة التحكيم التي منحتها جائزة نجيب محفوظ للأدب: “إنها الضوء الذي ينبجس من الظلمة الحالكة. تنجح هذه الرواية في التخلّص من الغربة اللغويّة التي فرضها الاستعمار الفرنسيّ على المثقفين الجزائريين”.
مستغانمي (1953) هي كاتبة وشاعرة، وهي ابنة أحد محاربي الثورة الجزائريّة الذي قبع في السجون الفرنسية. قضت طفولتها في تونس وعادت إلى وطنها بعد التحرر من الاستعمار الفرنسي. ترجمت مؤلفاتها للعديد من اللغات وبيعت بملايين النسخ. صدر كتاب ذاكرة الجسد (1993) بـ 34 طبعة، وهو الجزء الأول من ثلاثية. الجزء الثاني صدر في العام 1997 باسم فوضى الحواس، وصدر كتاب عابر سرير وهو الجزء الثالث من الثلاثية في العام 2003. حملت مستغانمي لقب سفيرة منظمة اليونسكو للسّلام في العام 2016.
ترجمة: ميخال سيلع | تحرير الترجمة: عودة بشارات