عزلة
شجرة متّكئة على جدار الصمت الكئيب
منها أتعلّم معاني العزلة
وحكمة الصمت الطويل
بما يحمل من استغاثة
على كرسيّ المساء القديم
أتلو آيات الانتظار
وأقنع نفسي بقداسة العدم
وجدوى اللّاشيء
وقدسيّة الوهم،
أحدّق في شجرتي
والعزلة تظلّل المساء
*** ***
وحيد
جلست في حضرة المساء
أدخّن هموم النهار
وأقرأ كتاب الظلام
أفكّر في كلماتٍ أكتبها
لتريحني قليلًا من هذا الأسى
الرابض على صدر الشارع الهادئ،
لا أحد هنا
في عربة الليل الصدئة
أجلس على شرفة العدم
وحيدًا كصدًى لكلماتٍ
لم يسمعها أحد
*** ***
كم أنا شاحبٌ هذا الصباح
العالم لوحة معفّرة بالأسى والحنين
أكتبُ وأمحو وأصرخ فيقتلني الصدى والبياض
أتأمل الفراغ لأراكِ وأسقطُ بئر الخواء
مدّي يدكِ برغيفِ الفجر الساخن
تعالي واشنقي اللغة على شفتي
حلّقي على رايات الحلم
وطيّري بين يديّ حمامات الأمل
وعلّقي على صدري وسام الرجوع إليك
*** ***
قراءة الشعر مخدّر موضعي يزول ما زلت أنا هنا
والحزن المعتّق في حانات الروح هيكل عظيم
مرهقة كلماتي وعاجز قلم الرصاص عن رسم
الخطوط في دفتري الأصفر الرخيص
انا مرميّ على حافة الوقت يأسي وتبغي لم يفلحا في تزجية الوقت
أنظر اليك تقرأين الشعر, هذا الأفيون اللعين وانتظرك
لغتي تنورتها أقصر مما يجب
تكشف المستور والمخبّأ في حلكة الذهن
لغتي بيضاء بيضاء كثوب ممرضة تؤدي واجبها لا اكثر
جسدي يسّاقط نتفا نتفا على خشبة المساء
المتهالكة
أمسي وغدي يتجهمان أكثر مع كل
كلمة تعلكها الذاكرة في شجارها المائع
مع أفكار طافية على سطح الحاضر الزنيم
سيد مكاوي يغني ويبحث عن الراحة
هو ايضا