بمبادرة نشطاء محليين من مدينة اللد، نظمت يوم الجمعة 13.7.2018 أمسية خاصة في ذكرى مرور 70 عاماً على سقوط المدينة. وقد سلطت الأمسية الضوء على رواية “أولاد الغيتو- إسمي آدم” للأديب اللبناني الياس خوري الذي يصور الحياة في الغيتو العربي الذي جمع فيه السكان العرب الذين بقوا في اللد بعد احتلالها من خلال قصة آدم دنون، بطل الرواية المولود في الغيتو، وهجرته إلى الولايات المتحدة. وقد تناولت الأمسية كذلك ترجمة الرواية للغة العبرية بيد البروفيسور يهودا شنهاف شهرباني في اطار سلسلة مكتوب. كما تضمن البرنامج فقرات أخرى كعرض فلاش-موب لمجموعة راقصين من القدس، محاضرة للدكتور توفيق دعادلة حول تاريخ اللد، ونقاش بمشاركة مواطنين من اللد والرملة ويافا بعضهم عايشوا أحداث النكبة بأنفسهم.
أفتتح الأمسية الأديب الياس خوري عبر السكايب من بيروت معبراً عن انفعاله من الحديث أمام أهالي اللد المتواجدين في قلب المنطقة التي تواجد فيها الغيتو العربي. وقد تحدث خوري إلى الجمهور قائلاً: ” انتم حاضرون رغم انهم اطلقوا عليكم صفة الحاضرين الغائبين. غياب من طرد من مدينتكم في مسيرة الموت الرهيبة في تموز 1948 يؤكد حضوركم وحضورهم. بكم يحضر الغائبون.” خوري الذي وصف “أولاد الغيتو” ك”رحلة في لجة العتمة والقهر برفقة آدم ومنال ومأمون (شخصيات الرواية) أشاد بالترجمة العبرية للرواية وقال:
“العمل مقابل يهودا على ترجمة الكتاب علمني الكثير لا سيما وأن الترجمة هي اعادة خلق للنص في نهاية المطاف. ويهودا، بهذا المعني، هو شريكي في الكتاب. لقد أعاد خلق النص من جديد وأولاد الغيتو مدين له- وآدم بشكل خاص.” وأضاف: “بفضل يهودا تعرفت إلى اخوتنا اليهود العرب. هؤلاء عرب مثلنا ومكانهم يجب أن يكون معنا. هم ضحايا مثلنا، فتكفي المعابر التي ارسلوا اليها والطرد الذي لحق بهم في العراق والمغرب والذي لم يكن بريئاً قط.”
في معرض مداخلته، قال البروفيسور يهودا شنهاف من جهته: “أقف هنا وأتساءل لماذا أتواجد هنا كيهودي؟ أقف هنا، على الرغم من كوني يهودياً، لأن إسرائيل الرسمية تتنكر للنكبة. الكتب التي تدرس في جهاز التعليم تتجاهل النكبة وتعكس قصة تاريخية مبينة على المحو، وتربي الأجيال على الجهل بالنتيجة. القانون الإسرائيلي بدوره يفرض عقوبات على المنظمات التي تحيي ذكرى النكبة. لهذا، أقف هنا لكي أقول بأنه لا يمكن الفصل بين الاعتراف بحقوق الحقوق وبحقوق الفلسطينيين. أقف هنا لكي أصمت لا لأتحدث. تماماً كما فعل الياس خوري الذي صمت بإسم الضحايا. صمت الضحايا هو الرد على مساعي الاسكات.”
من الجدير ذكره بأن الترجمة العبرية ل”أولاد الغيتو” التي صدرت في سلسلة مكتوب بداية عام 2018 هي الترجمة الأولى للكتاب لأية لغة كانت منذ أن صدرت الرواية بالعربية عام 2016.
مقالات ذات صلة: