“هذه هي بعض المعضِلات التي يطرحها كتاب “نعمل في الترجمة”، محاوِلًا أن يعرض الحيثيّات المجرَّبة تاريخيًّا وحضاريًّا لتجربة الترجمة من لغات مختلفة، وأزمنة وحضارات مختلفة، علّ ذلك يشكّل لنا البوصلة لتبنّي مسار مدرسة معيّنة في الترجمة. مفصّلًا البُعد التاريخيّ لكلّ ما يُسمّى ترجمة عبر العصور، موثِّقًا إيّاه بأحداثٍ وأسماءِ شخصيّات، وتواريخ ونماذجَ؛ بدءًا من مصر الفرعونيّة ألفَي سنة قبل الميلاد، مرورًا ببروني الذي قاد “ثورة” نحو الترجمة الفردانيّة والثلاثيّة التي يجب اعتمادها وهي مترجم واحد، صيغة واحدة ولغة واحدة، وذلك عكس ما كان متّبعًا قبله في عصر الرينسانس/النهضة والعصور الوسطى حين كانت الترجمة تعتمد الجماعة، ترجمة جماعيّة، لا توحيد فيها لا لمصطلحٍ ولا لتعبير باختلاف المترجم من فصل إلى فصل في الكتاب (ص. 37)؛ وصولًا إلى “دراجومان” العثماني، والمدرسة التي أسّسها في حينه اسحق أفندي اليهودي المتأسلم المتمكّن من لغات عديدة والمؤسّس لمدرسة خاصّة في الترجمة الجماعيّة، بعيدًا عن المدرسة النيوكلاسيكيّة التي تعتمد الفردانيّة في الترجمة، تلك الفردانيّة المعتمَدة اليوم في الترجمة من العربيّة ومن لغات أخرى، حيث يعمل المترجِم في فضائه الخاصّ متّبعا الموديل الغربيّ النيوكلاسيكي، بطريقة يضاعف فيها علاقات القوى السياسيّة الموجودة خارج غرفة مكتبِه؛ فأغلب الترجمات من العربيّة إلى العبريّة عبر ال 150 سنة الأخيرة كما عرضها شهرباني في كتابه، كانت تتّبع نموذج الفردانيّة من يهود ترجموا النصوص العربيّة إلى العبريّة، في وقت لم يكن فيه ،حتّى سنوات الستينيّات، من القرن العشرين، أيّ مترجم عربيّ ترجمَ إلى العبريّة، (ص. 98) عكس النشاط الذي نلحظه اليوم من العرب وعلى رأسهم د. نبيل طنوس قائد الترجمة من العربيّة إلى العبريّة.
إنّ كتاب “نعمل في الترجمة” هو بحثٌ أكاديميٌّ مهمٌّ جدًّا في رأيي، لأنّه لا يوثّق فقط سيرورة الترجمة عبر العصور، بل لأنّه يعرض التصوّرَ الفكريّ لمدرسةٍ جديدة في الترجمة مؤسّسها هو يهودا شنهاف شهرباني، مدرسة سيشهد لها التاريخ، وربّما ستشكّل بدايةً لانطلاقةٍ مغايرةٍ عالميّةٍ لا يحدّها إقليم أو لغة.”
لقراءة المقالة الكاملة يرجى الانتقال الى موقع صحيفة الاتحاد هنا.