مشروع سلسلة مكتوب هو المشروع الوحيد من نوعه المُخَصَّص لترجمة الأدب العربيّ إلى اللّغة العبريّة. يسعى المشروع إلى التخلّص من النظرة الاستشراقيّة الإسرائيليّة تجاه العرب والمنطقة العربيّة، من خلال قناعة راسخة أنّ بإمكان الترجمة أن تُساهم في مقاومة نظام الفصل بين اليهود والفلسطينيّين ومبنى القوّة الاستعماريّ بين اللّغتين، وذلك عبر تطبيق نموذج السّيادة المشتركة في مجال التّرجمة، إذ أنّ عمل مكتوب مؤسّس على عمل مشترك بين يهود وفلسطينيّين، بشكل يتحدى نموذج الترجمة السائد. فبدلاً من مترجم واحد (معظمهم يهود)، نوظف مترجمَيْن على الأقل، أحدهما دائمًا فلسطينيّ. ولا يسعى هذا النموذج الى التدقيق اللغوي او النقل الحرفي بقدر ما يسعى الى الحفاظ على روح وهوية النص الأصلي على ابعاده اللغوية والسياسية والثقافية.
انطلق مشروع سلسلة مكتوب في العام 2016، بمبادرة مشتركة لشخصيّات ثقافيّة فلسطينيّة ويهوديّة، وقد كان في النواة التأسيسيّة له الكاتب الفلسطينيّ الرّاحل سلمان ناطور ومعه أ.د. يهودا شنهاف- شهرباني، المحاضر والباحث المعروف في علم الاجتماع، الذي يعرّف نفسه كيهوديّ- عربيّ ومن بين مؤلفاته الكتاب الطليعي “اليهود العرب”. لا يسعى القائمون على مكتوب لأن يكونوا “جسرًا” ثقافيًا أو “ورقة تين” تغطي عورات الصّراع أو تدعو للتّعايش في ظلّ انعدام التكافؤ السياسيّ القائم، كما يتبنون موقفًا واضحًا مناهضًا للاستشراق. إن ما يقف نصب أعيننا هو نموذج اللقاء بين العبريّة والعربيّة في حقب الإسلام الأولى، التي كانت تقوم على أسس الحوار اليهودي العربي، وخاصة خلال المرحلة الأندلسية.
مشروع سلسلة مكتوب هو مشروع ثقافيّ غير تجاريّ ولا يتوخّى الربح، حيث يُرصد ريع مدخولات الكتب المترجمة لتمويل ترجمة وإصدار كتب إضافيّة. لا تربط المشروع أدنى علاقة مع أيّة جهة رسميّة أو حكوميّة، وهو يعمل في إطار مؤسّسة فان لير في القدس- وهي مؤسسة بحثيّة مستقلة تنشر أبحاثاً اجتماعية وسياسية وإصدارات نقديّة. تعتمد فان لير في تمويلها على صندوق فان لير الهولندي الخاص، ومن ضمن العاملين فيها نخبة من الباحثين البارزين من فلسطينيي ال–٤٨. من ضمن اصداراتها الهامة: كتاب “نكبة وبقاء“، كتاب “اللغة العربيّة كقناع استعماري“، كتاب “بطاقة ملكية” عن الكتب الفلسطينية المسروقة، كتاب “النكبة والكارثة“، وكتاب “قانون حي” عن الاحتلال.
مبادئ عمل مكتوب
- لا تتم الترجمة دون الحصول على حقوق فكرية من الكتاب، ولا يتم استخدام الأعمال المترجمة لأغراض غير أدبية لا تتفق مع رؤية الكتاب.
- خلافاُ للنموذج الفرداني المنغلق وأحادي القومية (اليهودي)، تتم عملية الترجمة بشكل جماعي ضمن طاقم ثنائي القومية وثنائي الللغة.
- يسعى مشروع مكتوب الى زيادة عدد المترجمين العرب (“المترجمين الأصلانيين”).
- على كل ترجمة أن تبرز العربية في العبرية بحيث تمتنع عن الاستشراق بشكل واضح ام مبطن، وأن تعكس تعددية لغوية قدر الامكان.
- على كل ترجمة أن تدمج ما بين المحكي والمكتوب في فضاء مشترك، ذلك بغية اعادة الأعراف الشفهية الى الأدب وعكس النزعة القائمة للتننة (من لاتيني) العربية في إسرائيل.
- تمر كل ترجمة بعملية تحرير أدبي بالتحاور مع طاقم الترجمة. لا يهدف التحرير الأدبي الى التدقيق اللغوي او النحوي بقدر ما يسعى الى خلق نسخة نصية هي بمثابة عمل بحد ذاته يقف الى جانب العمل الأصلي ويتكاتب معه.
- على كل ترجمة أن تبين وتشير الى الاشكاليات ومواضع الخلاف وسط طاقم الترجمة.
- يتوجب على النقل الحرفي بأن يكون مخلصاً للأصل العربي وليس للأعراف التي تطورت في إسرائيل للتسهيل على القراء اليهود. تسعى القواعد المعتمدة في مكتوب بهذا الشأن الى التقرب من العربية والميزات السامية للعبرية من حيث طريقة الكتابة. يميز أسلوب النقل الحرفي المنشورات الصادرة عن مكتوب وهو بمثابة “ختم” للسلسة وطابعها.
فهرس الترجمات الأدبية من العربية إلى العبرية
فهرس الترجمات متوفر كأداة بحث على موقع مكتوب باللغة العبرية منذ عام 2018، وهو يشمل غالبية الترجمات الأدبية من العربية إلى العبرية التي تمت منذ نهاية القرن ال-19 وحتى اليوم، ويتم العمل على تحديثه كل الوقت. يعرض الفهرس النصوص التي ترجمت، النوع الأدبي، المؤلفين والمترجمين ومكان وتاريخ النشر. الفهرس معد للمترجمين، الباحثين والمهتمين، وهو يوفر صورة كاملة قدر الامكان عن الترجمات من العربية إلى العبرية على مدى السنوات. الفهرس يظهر كيف استوعبت الثقافة العبرية الجديدة منذ بدايتها نصوصاً أصلها من الثقافة العربية المجاورة التي تعلم يهود قلائل فقط لغتها وتعرفوا إلى الناس الذين تعكس صورتهم.
طاقم مكتوب
بروفيسور يهودا شنهاف شهرباني – المحرر الرئيسي لسلسلة مكتوب
عالم اجتماع ومفكر مناهض للاستعمار. ينحدر من أصول عراقية يهودية ومن أشهر كتبه “اليهود العرب: قراءة ما بعد كولونيالية في القومية والديانة والاثنية”. حرر لمدة عشر سنوات المجلة الأكاديمية “النظرية والنقد” التي أسست لخطاب نقدي وما بعد صهيوني في إسرائيل. نشط في المعترك السياسي لسنوات طويلة من خلال عضويته في “القوس الديمقراطي الشرقي” الذي ضم العديد من النشطاء والأكاديميين اليهود ذوي الأصول العربية، وعضويته في حزب “التجمع الوطني الديمقراطي“، ومقالاته النقدية في الصحافة الإسرائيلية والعالمية. قرر في سن متأخرة استعادة لغته الأم واعادة اكتشاف تاريخ عائلته وأصوله العراقية، فتعلم العربية الفصحى الى جانب ممارسته للعربية المحكية باللهجة العراقية والفلسطينية. ونقل، منذ ذلك الحين، العديد من الكتب من العربية الى العبرية، بالاضافة الى تأليفه كتابين نظريين حول الترجمة هما “عاملون في الترجمة: من التحول الفرداني الى الترجمة ثنائية القومية“و–”قصة تبدأ بحاجبين عربيين: الترجمة بالحوار مع الياس خوري“.
اياد برغوثي – نائب المحرر الرئيسي للأدب العربي
كاتب ومترجم ومحرّر من مواليد الناصرة. بدأ نشاطه السياسي والثقافي في الحركة الطلابية خلال دراسته لعلم الاجتماع والعلوم السياسية في جامعة تل أبيب. عمل صحفيًا ومحرّرًا لصحيفة “فصل المقال” الأسبوعيّة، كما عمل مديرًا لجمعيّة الثّقافة العربّية في حيفا لعدّة سنوات. حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال بتخصّص إدارة مؤسسات غير هادفة للربح، ويعمل مستشارًا ومدرّبًا لعدد من الجمعيات المدنية والمؤسّسات الفلسطينية. يختص في مجال الحملات والمحتوى، وفي السرد القصصي التنظيمي، وقد ساهم حتى اليوم بالكثير من الحملات السياسية والمدنية. صدرت له مجموعة قصصية بعنوان “بين البيوت” ورواية “بردقانة” والعديد من القصص القصيرة وقصص الأطفال. أسّس برفقة زوجته المترجمة منى أبو بكر “دار ليلى للنشر والترجمة” التي تختص بنشر كتب أدبية وفكرية نوعية.
د.يونتان (يوني) مندل – نائب المحرر الرئيسي للترجمة
محاضر وناشط سياسي، اندمج في عدة مبادرات ومنظمات مناهضة للتمييز والاحتلال، وساهم في كتابة مقالات في الموقع اليساري “سيحا ميكوميت“، صحيفة “هآرتس” وغيرها من المنصات الاعلامية المحلية والعالمية، كمجلة “London Review of Books” و-”New Left Review”. مكنه لقائه باللغة العربية بسن مبكرة من اتقان العربية، لا سيما بلهجتها الفلسطينية المحلية، ومن العمل في مدارس عربية وثنائية اللغة ومن ثم خوض حقل الترجمة من العربية الى العبرية. حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة كامبريدج تحت اشراف الباحث الفلسطيني البارز البروفيسور ياسر سليمان، ويحاضر منذ سنوات في جامعة بن غوريون في النقب. يتمحور بحثه حول سيرورات العسكرة والأمننة التي مارستها إسرائيل على اللغة العربية داخل المجتمع اليهودي وكيف حولتها إلى لغة عدو، ومن أبرز كتبه في هذا المجال: “لغة خارج مكانها: الاستشراق والمخابرات واللغة العربيّة في إسرائيل” و–“تكون العربية الإسرائيلية: معطيات سياسية وأمنية في تشكل دراسات العربية في إسرائيل”.
كفاح عبد الحليم– مسؤولة الاعلام وحقوق النشر
درست الاعلام والصحافة في الجامعة العبرية في القدس، وتابعت دراسة اللقب الثاني في مجال السياسة الجماهيرية والحكم. عملت لعدة سنوات كناطقة اعلامية في الحقل السياسي، كما عملت كمستشارة اعلامية للحكومة الفلسطينية. اندمجت في عدة منظمات مدنية، منها جمعية “أطباء لحقوق الانسان” وجمعية “يدأ بيد” للتربية ثنائية اللغة ومنظمة “ززيم” التي تعمل على اطلاق حملات حقوقية جماهيرية. عملت محررة لمجلة “اللسعة” الالكترونية (“هعوكتس” بالعبرية) التي تروج لخطاب يساري نقدي وتركز على قضايا اليهود الشرقيين، وساهمت في جريدة “السفير” اللبنانية في سلسلة مقالات عن تركيبة المجتمع الإسرائيلي وعلاقات القوة داخله، وهي اليوم عضو ادارة في المجلة الالكترونية 972+ التي تعنى بالحاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. تحولت في السنوات الاخيرة الى مجال الترجمة، وقد ترجمت العديد من الكتب والكتالوجات الفنية، القصص القصيرة وقصص الأطفال، الأبحاث والمقالات الاكاديمية والكراريس الحقوقية.
د. بيتي بنبنيشتي– مركزة التشبيك مع القراء والمجتمعات المحلية
حصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة تل أبيب في الاعلام السياسي. صاحبة تجربة طويلة في تأسيس وادارة المشاريع العاملة على احداث التغيير الاجتماعي، وتعمل مع عدد من منظمات المجتمع المدني على تعزيز المساواة السياسية والاقتصادية بين المجموعات المختلفة في إسرائيل، لا سيما بين اليهود والفلسطينيين. نشطت في عدة أطر مناهضة للاحتلال، ذلك الى جانب نشاطها في حركة “أختي من أجل النساء في إسرائيل” و-“القوس الديمقراطي الشرقي”، وهي اليوم عضو هيئة ادارية في منظمة “ززيم– حراك شعبي“.
حنان سعدي– مركزة هيئة التحرير
حاصلة على لقب أول في التربية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية في القدس، ودرست الترجمة في المعهد الأكاديمي بيت بيرل. تعمل في معهد فان لير في القدس منذ سنوات طويلة حيث تولت وظائف عدة، منها المسؤولة الإدارية لمركز دراسات المجتمع العربي، ومنسقة المشاريع في مركز منارات للعلاقات العربية اليهودية، ومحررة مشاركة في مجلة “منبر” الالكترونية– وهي مجلة سنوية ثنائية اللغة تشكل منصة لنقاش نقدي حول قضايا اجتماعية وسياسية تتعلق بالفلسطينيين في إسرائيل والعلاقات العربية اليهودية.