ستيلا ماريس (نجمة البحر)
الياس خوري
في مسيرة الماء الطويلة صار آدم حيفاويًّا، وسيبقى حيفاويًّا حتى النهاية. أحبّ يافا وبحرها اللامتناهي، وعشق بارات تلّ أبيب أو المدينةِ البيضاء بعمارة “الباو هاوس” وبيوتها التي تُدير ظهرها للبحر، وسحرته مكتبة بياليك على أطراف الحيّ اليمنيّ. لكنّ حيفا ستحفر في روحه وشم اللقاء بين كرملها وبحرها، كأنَّ المدينة خرجت من البحر أو تستعدّ للغطس فيه. هنا، في حيفا، اكتشف آدم معموديَّة ألمه وخوفه وتوتُّر روحه وإيقاعات الحبّ التي تشبه لحظات الصمت التي تربط بين نبضات القلب. وسيبقى أسير ذلك الشعور بأنَّه يعيش على جناح حمامة بيضاء تستلقي وسط أمواج البحر الأبيض، حتى موته.
نجمة البحر هي الرواية الحيفاوية لآدم، الشاب الفلسطيني المحاط بالذكريات التي لا تبرح تحفر في دماغه بينما هو يرتطم بجدران العيش في الدولة اليهودية في ستينيات القرن العشرين. نجمة البحر هي الجزء الثاني من راوية أولاد الغيتو وهي الرواية التي يلج آدم من خلالها إلى داخل الأدب العبري، وهو الأدب الذي يحتمي بظله كي يدفن الماضي. لكن الأدب يضلّل آدم ويعيده-في سلسلة من الصُدَف- إلى ماضيه: لقاء مفاجئ مع مارك إدلمان بطل غيتو وارسو، ولقاء مفاجئ آخر مع طبيبة أسنان مجهولة تجد نفسها مجبرة على أن تختار بين أب ميت وأب قاتل.
يكتب الياس خوري إلى داخل الادب العبري، ويقوض الحدود بين العربية والعبرية، وفي هذه الأثناء يلعب ويفحص إمكانيات الخيال الأدبي.
ترجمة: يهودا شنهاف شهرباني | تحرير الترجمة: هدى أبو مخ
לקריאת אחרית הדבר