نْزُولَه وخِيط الشّيطان
سمير نقاش

يعود سمير نقّاش في رواية نْزُولَه وخيط الشيطان إلى بغداد أربعينيّات القرن العشرين، المدينة التي تعجّ باللّغات والثقافات، فيعيد بناء الفسيفساء الاجتماعيّ واللغويّ، اليهوديّ-الإسلاميّ للمدينة، ويمكّننا من إلقاء نظرة على علاقات الجيرة، وعلى التوتّرات والحياة المشتركة في العمارة البغداديّة التي تقف صامدةً في مواجهة رياح التغيير والفصل التي تجلبها معها الحروب، والاحتلالات الاستعماريّة، والنضالات القوميّة. لكن هذا البيت يستسلم هو الآخر في نهاية المطاف لتحوّلات الزمن وللتّوترات القوميّة، ويخلق نسيج عنكبوت يُحيك جدرانًا وحواجز بين سكان البيت، ويفصل بين اليهود والمسلمين، وبين العراق وإسرائيل، ويبقي البيت مهجورًا بدون سكّانه، ومسلوبا من قاطنيه اليهود.

يسعى نقّاش الكاتب اليهوديّ العراقيّ في هذه الرواية -التي تعتبَر من أعماله المهمة- للعودة إلى اللحظة التراجيديّة لتهجير يهود العراق، من وجهة نظر بغداد المدينة، وعلى نحو يعرض تعدّد السرديات ووجهات النظر. يضفي نقاش أسماء وأوجه على تخبّطات يهود العراق بشأن مغادرة وطنهم، الذي كان كذلك موطن حلمه بأن يكون أديبًا عربيًا، وهو حلم لم يفارقه طَوال حياته. في هذه الرواية يخلق سمير نقّاش “عمارة يعقوبيان” عراقية ترصد أصداء الأحداث التاريخية لمنتصف القرن العشرين، وتراوح بين ذاكرة الماضي وصدمة أحداث “الفرهود” في العام 1941 من جهة، والصدمة المستقبلية للمغادرة القسرية للوطن في عامي 1950-1951، التي أطلق عليها اسم “روحة بلا رجعة”.

 

ترجمة: روت نقّاش فيـﭼيسر | تحرير الترجمة: سميرة يوسف | المحرّران المشرِفان: يهودا شنهاﭪ-شهرباني، ويونتان مندل

التحرير الأدبي والخاتمة: حبيبه پـيدايا

 

لاقتناء الكتاب