مشية نعومي كامبل
محمود شقير
“لم يأبه كاظم علي لكل المتاعب التي تعرض لها، بسبب حماسه للاعب كرة القدم البرازيلي، رونالدو. كاظم علي يعشق كرة القدم، وأهل حارته لا يعشقونها، ولا يعيرونها أي اهتمام. يقولون: لدينا هموم كثيرة، ولا نملك وقتاً لنضيعه على الكرة. من فرط حماسه، أكدّ كاظم علي أن ثمة مراسلات على الإنترنت بينه وبين رونالدو. أثمرت هذه المراسلات، كما قال كاظم علي لأهل الحارة، وعداً قاطعاً من رونالدو، بالقدوم هو وزوجته وطفله، لزيارته، ولقضاء شهر أو شهرين في ضيافته، كاظم علي أكد بأن رونالدو قادم لا محالة.
حتى هذه اللحظة لم تقع أية مشكلة جراء ذلك…، [لكن] ذات صباح، حاول أكثر من واحد من أبناء الحارة، الجلوس في المقعد الأمامي لسيارة الأجرة التي يقودها كاظم علي. لم يسمح كاظم علي لأحد بالجلوس في المقعد الأمامي، اكتفى بتكرار جملة واحدة على أسماع الجميع: هذا المقعد محجوز لرونالدو… غير أن شائعة لم تخطر على البال، ثارت كالزوبعة في الحارة…”
هذه مجموعة من القصص القصيرة والقصيرة جدا للكاتب الفلسطيني محمود شقير الذي يجذب القراء بمهارة وبيد آمنة ويعرض نظرة نادرة وخاطفة على الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال. تثبت كتابات شقير استحالة الفصل بين الأدب والسياسة، وأن التجسيد والترميز والسخرية لا يمكن لها أن تتحقق بمنأى عن السياق الاستعماري لكتابتها.
محمود شقير هو كاتب فلسطيني. ولد في العام 1941 في جبل المكبر في القدس. صدر له أكثر من 45 كتابا، ومن بينها رواية ومجموعات قصص للأطفال ومسرحيات. اشتهر شقير في الأساس بموهبته الفذة في كتابة القصة القصيرة وقد نشر أربع مؤلفات تضم قصصا قصيرة، وخمسة أخرى تضم قصصا قصيرة جدا، وقد ترجمت جميعها لأكثر من عشر لغات ومن بينها الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والصينية، والكورية، والمنغولية، والتشيكية.
ترجمة: يهودا شنهاف شهرباني | تحرير الترجمة: لؤي وتد
لاقتناء الكتاب