زمن الخيول البيضاء
ابراهيم نصر الله
“انطلقت العزيزة تجري مجنونة خلف العربة العسكرية، لكن الغبار الذي أطبق على الدنيا راح يخفيها، أشبه بشبح كانت، لا يكاد يظهر جزء منها حتى يختفي، لكنها كانت على يقين أنها سمعت، حيث وقفت خلف الباب، من يقول: إنه هو، ولم يكن إنجليزيا”.
زمن الخيول البيضاء هي سيرة عائلية تمتد على ثلاثة أجيال، وجرى نسجها في ملحمة تاريخية تبدأ في نهاية القرن التاسع عشر وتنتهي في أيّام الانتداب البريطاني. إمبراطوريات تحتضر وحكام يستبدلون آخرين، وصراعات مريرة يدور رحاها بين أتراك وإنجليز ومهاجرين يهود وقادة فلسطينيين، من المدن والأرياف. كل هؤلاء يشكّلون ديكورا لإلياذة فلسطينية تحاك من جياد تخلقُ من عاصفة الروح، وأناس يولدون من الغبار المتطاير تحت حوافرها، وحكايات تنتقل من جيل لآخر. زمن الخيول البيضاء هي رواية واقعية حول المكان الحقيقيّ والمكان المتخيل الذي يتكون بفعل اللغة والأدب والتاريخ الشفوي.
عندما شرع إبراهيم نصر الله بكتابة رواية زمن الخيول البيضاء في العام 1985، أعتقد أنها ستكون الجزء الأول في سلسلة روايات تحت مسمى “الملهاة الفلسطينية”، لكنه احتاج لعقدين من الزمن ولكتابة أربع روايات أخرى حتى عاد وأكمل كتابة الرواية. زمن الخيول البيضاء تحولت إلى الرواية الأخيرة في السلسلة وهي بحدّ ذاتها ثلاثية، ويبدو أحيانا أنها لم تستكمل بعد.
ولد إبراهيم نصر الله في مخيم الوحدات في الأردن في العام 1954، وهو أديب وشاعر فلسطيني-أردني، وقد هجرت عائلته في العام 1948 من بيتها في قرية البريج المدمّرة التي تقع على بعد سبعة وعشرين كيلومترا غربيّ القدس. ترجمت أعماله للعديد من اللغات، ومن رواياته نذكر: طيور الحذر، طفل الممحاة، أعراس آمنة، قناديل ملك الجليل، تحت شمس الضحى، وأرواح كليمنجارو. زمن الخيول البيضاء هي أولى روايته التي تصدر باللغة العبريّة.
ترجمة: بروريا هوروفيتس | تحرير الترجمة: ديمة درواشة