أولاد الغيتو- إسمي آدم
الياس خوري
“بعد زيارة المخرج الإسرائيلي حاييم زيلبرمان للمطعم، ودعوته لي لحضور فيلمه “نظرات متقاطعة”، وهناك رأيت كيف تحوّلت قصة دالية صديقتي الى أشلاء، ثم رأيت مؤلّف رواية “باب الشمس” يقف الى جانب المخرج الاسرائيلي الأصلع ويقدّم نفسه بوصفه خبيراً في الحكاية الفلسطينية ويكذب”.
آدم، الراوي، فلسطيني من مواطني إسرائيل في سن الخمسين. هاجر إلى نيويورك بعد أن يأس من حلم “دولة الإسرائيليين”، يتمزّق بين العربية، اللغة التي ولد معها وولدت معه، وبين العبرية التي اختارها كلغة الأب. حياته المتعرّجة بين هُويات لغوية وولاءات متقاطعة قادته نحو طريق وعرة واوصلته إلى موته المفاجئ. يُبقى آدم من وراءه مخطوطات مقطّعة ومرقّعة بالحقائق والبدَع، كلمات وانعكاسات لكلمات، وحكايات وتأمّلات، وشعر كتبَ كنثر ونثر كتبَ كشعر- تنويعة من الأنواع الأدبيّة ووسائل إيصال تتراكم لتصبح رواية متعدّدة الطبقات تخادع القارئ. وعلى الرغم من ذلك، ما هو الخيط الذي يربط الحبكة؟ يمكن القول- الكارثة والنكبة، والهُوية المشطورة للفلسطينيين في إسرائيل، والغيتو في اللد، والصمت والشهادة، والتاريخ والتأريخ. لكن قبل كل هذه تقف اللغة التي تنبش في ذاتها، وتعرّي تربتها، وتكشف عن جراحها في رحلتها نحو الذاكرة.
“هذا يعني أن القرار بالخروج من الصمت وتحويل الذاكرة إلى كلمات، إلى جثث كلمات، هو قرار لم يتخذه «آدم»، لأنه بقي معلقاً بين نبل الصمت وضرورة الخروج منه، فالصمت موت والكلام موت من نوع آخر، والكلام حياة والصمت حياة من نوع آخر. وبين الصمت والكلام قرر أن يقف على عتبة الكلام، فكتب الكلام لكنه لم ينشره، وإنما وقف في منتصف الطريق تماماً كنظرات أمه نوال التي كانت عبارة عن صمت يقول وعن قول صامت”. (رائف زريق، القدس العربي)
ترجمة: يهودا شنهاف شهرباني | تحرير الترجمة: هدى أبو مخ