بقلم: نبيل طنوس
في ساعةِ هُطولِ المطرِ
الغزيرِ،
في الليلةِ الظلماءِ
الداكنةِ،
إذ يُفْتَقَدُ البدرُ
ويموءُ القطُّ الأسودُ،
أعرفُ أنه يمُرُّ شبحٌ،
يطرحُ السلامَ على
كلبِ والدي، الصيّادِ.
مختنقا
كان الكلبُ ينبحُ
وهو يردُّ السلامَ.
زهورُ الرتابة في
حكايات جدتي
الملوّنة،
ذكرتني بوصيتها:
يا جدي،
خُذْ قطعةَ خبزٍ والقِها
نحو القط، صديقِ الشبحِ،
وضَعْ قطعةَ خبزٍ أُخرى
تحت وسادتك
واذكر اسم الرب
واخلُد للنوم،
فالشبحُ يهربُ من كُلِّ مقدسٍ،
الربُّ مقدسٌ
وقطعةُ الخبزِ تحت وسادتِك،
تحت راسك،
مقدسةٌ من ذكر اسم
الرب.
وكانت أُمي تأخذني،
تداعبُ عنقي
وتدلكُ وجنتيَّ وجبيني
وتمشط ناصية شعري
وأخلد للنوم
وقطعةُ الخبز تحت وسادتي،
تحت رأسي،
مطمئنا بأنني لن أحلمَ بذلك الشبحِ!