محضر جلسة منتدى المترجمين بتاريخ 21.12.2018
التأم منتدى المترجمين في حيفا يوم الجمعة 21.12.2018، وافتتح سلسلة من أربعة لقاءات ستجري على مدى العام، حيث سيتم تخصيص كل واحد من اللقاءات لأحد مشاريع سلسلة مكتوب ومنتدى المترجمين. تركز عضوة المنتدى عليزا بويم سلسلة اللقاءات هذه بإسم المنتدى، أما المكان الذي تم فيه اللقاء الحالي- مساحة فلسطينية اسمها “المنجم” تعمل كمختبر ثقافي مستقل للفنانين والناشطين الثقافيين والاجتماعيين- فقد اقترحته كفاح عبد الحليم التي تتطوع في المكان.
في بداية اللقاء، تحدث يوني مندل، مدير منتدى المترجمين، وشارك الأعضاء بعدد من الأحداث السارة. حيث بشرنا بصدور رواية زمن الخيول البيضاء للكاتب ابراهيم نصر الله في اطار سلسلة مكتوب في نوفمبر 2018. هنئنا طاقم الترجمة: بروريا هوروفيتس، المترجمة، وديما دراوشة، محررة الترجمة. كما بشرنا بصدور عام الجراد: يوميات الجندي احسان الترجمان، فلسطيني في الجيش العثماني، 1915-1916 (حرر وكتب الخاتمة سليم تماري) كذلك في اطار سلسلة مكتوب في ديسمبر 2018. هنئنا طاقم الترجمة: عيدو كوهن، المترجم، وصالح علي سواعد، محرر الترجمة، ود. افيجايل يعقوبسون، المحررة العلمية للكتاب. كما هنئنا عضو منتدى المترجمين عودة بشارات على صدور كتابه بالعربية المرحومة تمام مكحول.
عليزا بويم التي تركز سلسلة اللقاءات الحالية لمنتدى المترجمين أطلعت الأعضاء على المواضيع التي ستطرح في اللقاءات القادمة. كل واحد من اللقاءات، كما ذكر، سيعنى بأحد المشاريع المتواجدة على طاولة عمل منتدى المترجمين وسيتناول الجوانب التي تميز مجهود الترجمة الجماعي. وقد خصص اللقاء الأول الذي جرى في حيفا بالأساس لنموذج عمل منتدى المترجمين ولمشروع بلسان مبتورة: نثر فلسطيني بالعبرية. يعتبر هذا من أهم مشاريع منتدى المترجمين لا سيما وأنه يعتمد على مجهود جماعي لترجمة حوالي ستين قصة وفصل من مذكرات بتحرير راوية بربارة. ويشارك في المشروع حتى الآن قرابة خمسين عضوا في منتدى المترجمين يعملون في طواقم ثنائية القومية وثنائية اللغة.
اللقاء الثاني سيجري في معهد فان لير في القدس يوم الجمعة 29.3.2019 تحت عنوان “ترجمة العربية-اليهودية إلى العبرية”، وسيتناول مشروع ترجمة كتاب سمير نقاش شلومو الكردي، وأنا والزمن. يشترك في طاقم الترجمة كل من روت فيجيسر نقاش وسميرة نقاش ود.بيني ريش.
اللقاء الثالث سيجري في جامعة ين غوريون في النقب يوم الجمعة 14.6.2019 تحت عنوان “ترجمة النصوص التاريخية: اللغة، الزمن والمكان”، وسيتناول مشروع ترجمة كتاب عبد الرحمن الجبرتي نابليون في مصر (اسم مؤقت). يشترك في طاقم الترجمة كل من عمنويل كوبلفيتش، اياد برغوثي ود. تامي تسرفاتي.
اللقاء الرابع سيجري في جامعة تل أبيب يوم الجمعة 25.10.2019 تحت عنوان “الشعر العربي الكلاسيكي في الوقت الراهن”، وسيتناول مشروع ترجمة اللزوميات لأبو العلاء المعري. يشترك في طاقم الترجمة كل من ليئه جلزمان، منى أبو بكر، معتز أبو صالح، صالح علي سواعد ويونيت نعمان.
نموذج عمل منتدى المترجمين
فيما بعد، استعرض يهودا شنهاف شهرباني، المحرر الرئيسي لسلسة مكتوب، المبادئ الخمسة المركزية التي تمت صياغتها في السلسلة والتي يعتمد عليها نموذج الترجمة. وقد أفتتح حديثه بوصف عام للترجمات من العربية الى العبرية التي انجزت في ال-120 سنة الأخيرة، وتطرق في هذا السياق الى فهرس الترجمات الذي جمعته د. حنا عميت كوخافي، عضوة المنتدى. تمت رقمنة فهرس الترجمات الذي يشمل حوالي 5600 نص بغية اتاحته للباحثين في المستقبل، وهو متوفر على موقع مكتوب بصيغته التجريبية. وذكر شنهاف في معرض حديثه بأن جزءا كبيرا من هذه النصوص ترجمت وفق نموذج المترجمين الوحيدين (يهود فقط) دون اشراك عرب يتحدثون العربية. في حين يسعى مشروع مكتوب، كما أكد، الى التعامل مع انعدام التناظر الذي يرافق مجهود الترجمة بواسطة المبادئ الخمس التالية:
- لا تترجم سلسلة مكتوب أية نصوص دون الحصول على حقوق او موافقة من الكتاب والمؤلفين العرب. ولا يتعلق هذا القرار بالقيمة الاقتصادية او بالقيمة المعادلة في السوق انما ينبع من احترام للأصل ومن الاعتراف بالثقافة العربية النابضة بالحياة في الشرق الاوسط والالتزام بالحوار مع العالم العربي.
- تتم عمليات الترجمة في مكتوب بشكل جماعي ومن خلال عمل مشترك ليهود وعرب بحيث يعتمد العمل على كل كتاب على مبدأ ثنائية اللغة وثنائية القومية. فبالإضافة الى المترجم، يعمل على كل كتاب كذلك محرر ترجمة بالعربية ومحرر ترجمة بالعبرية. عدا عن تحسين جودة الترجمة، تسمح هذه العملية بخلق طاقم عمل من حول الكتاب وبالتنقل بين اللغات وقطع الحدود فيما بينها. هكذا، على سبيل المثال، يشارك محرر الترجمة بالعربية في تحرير النص بالعبرية، من ضمن امور أخرى، للامتناع عن خلق فاصل وعن التعاطي الحصري لليهود مع العبرية والعرب مع العربية. كما ستكون هناك محاولة لزيادة عدد المترجمين العرب من العربية للعبرية (“المترجمين الأصلانيين”).
- تمر كل ترجمة بتحرير أدبي من خلال التحاور مع الكتاب والمترجمين والتوصل الى تفاهمات. لا يهدف الحوار الى تحقيق الدقة- اللغوية او الاعرابية- انما الى انجاز نسخة نصية تشكل عمل بحد ذاتها يقف الى جانب الأصل ويتكاتب معه.
- تدمج كل ترجمة الحديث والقراءات بحيث تساهم في اعادة حضور الأعراف الشفهية في الأدب.
- على النقل الحرفي أن يكون وفياً للمصدر العربي وليس للأعراف التي تطورت للتسهيل على آذان أو عيون القراء اليهود. وقد تم اعداد قائمة خاصة بالنقل الحرفي لاستخدام المترجمين في مكتوب (متوفرة على موقعنا بالعبرية). منتدى المترجمين سيفضل، على سبيل المثال، استخدام نصر الله (وليس نسر الله)، غسان (وليس جسان) والقدس (وليس ال-قودس) وهلم جرا.
سأل بعض أعضاء المنتدى يهودا شنهاف حول تعقيب مكتوب على قضية اصدار كتاب حرية، وهي مجموعة من 45 قصة لكاتبات عربيات. مع العلم بأن ترجمة القصص ونشرها دون معرفة كاتباتها ودون الحصول على حقوق فكرية كانت قد أثارت انتقادات واسعة في حلقات مختلفة لا سيما الحلقات الأدبية في إسرائيل وخارجها. وصف يهودا التوجهات التي وصلت الى مكتوب من العالم العربي، وذكر بأن هناك كاتبين قررا حتى التراجع عن موافقتهما على ترجمة كتبهم للعبرية في أعقاب هذه القضية. يوني مندل انضم اليه وأكد بأنه بعد تلقي عدة توجهات للحصول على تعقيب، نشرت مكتوب تعقيباً رسمياً قصيراً على صفحة الفيسبوك خاصتها استنكرت فيه ظاهرة نشر ترجمات دون الحصول على حقوق وطالبت دور النشر بالامتناع عن ذلك. كما أكد مندل بأنه من ناحية مكتوب، كونها السلسة الوحيدة في العالم المخصصة كلها لترجمة الأدب العربي للعبرية، ليس الحديث عن حاجة فقط انما عن واجب للتأكيد على المبادئ الأخلاقية في حقل الترجمة وتعميم نموذج العمل الخاص الذي تطور في اطار مكتوب. على ضوء ذلك، اقترحت كفاح عبد الحليم بأن تظهر في الموقع، الى جانب اعلان النوايا، وثيقة أخلاقية تؤكد على التزام أعضاء منتدى المترجمين بالمبادئ الأساسية لآداب الترجمة.
بلسان مبتورة: نثر فلسطيني بالعبرية
المحررة: رواية بربارة، المترجمين: أعضاء منتدى المترجمين، محررو الترجمة: أعضاء منتدى المترجمين، المحررة الأدبية: رحيل بيرتس.
في هذا الجزء من اللقاء، عرضت حنان سعدي، مركزة هيئة التحرير، الأبواب المركزية والقصص التي ستتضمنها المجموعة وفق شرائح مختلفة منها الجندر، الاثنية، الجغرافيا، الجيل تاريخي وغيرها. وأشارت سعدي بأنه على المترجمين ومحرري الترجمة المعنيين بإرسال نصوص للمجموعة ولكنهم لم يفعلوا ذلك حتى الآن أو هؤلاء المعنيين بالمساهمة في المشروع، عليهم التواصل معها بشكل فوري. من ثم، عرضت بربارة تركيبة الطواقم الخاصة التي تعمل على المجموعة، وأشارت بأنه كانت هناك محاولة خلال بناء الطواقم لزيادة المشاركة النسوية في الكتابة والترجمة، زيادة عدد المترجمين الفلسطينيين، واعتماد طريقة عمل تشمل التحرير الأدبي للنصوص في العربية والعبرية على حد سواء، كل هذا بعد الحصول على موافقة لإجراء مثل هذه الأمور من الكتاب أنفسهم. وأوضحت راوية بأن هناك فجوة في بعض الحالات بين الأصل والترجمة تنبع أيضاً من التحرير الأدبي وأيضاً من خلافات الرأي (المباركة بحد ذاتها) داخل طواقم الترجمة. حيث أشارت بأن الترجمات رغم أنها تحترم كاتبي القصص وتعكس روح كتابتهم بوفاء إلا أن العلاقة بينها ليست كعلاقة الشخص بظله. بحسب أقوالها، الوفاء في الترجمة ليس وفاءاً لغوياً بالضرورة انما وفاء لحقيقة مشتركة لكافة الشركاء في العملية. ستتضمن المجموعة بالمجمل حوالي 65 قصة كتبت بيد 35 رجل و- 22 امرأة، وعمل على ترجمتها 36 مترجمة ومترجم، 6 من ضمنهم مترجمون عرب.
موقع مكتوب باللغة العربية
كفاح عبد الحليم التي تعمل كمسؤولة النيو ميديا والعلاقات العامة في سلسلة مكتوب عرضت موقع مكتوب (www.maktoobooks.com) والتحديثات التي طرأت عليه مؤخراً لا سيما اطلاق النسخة العربية التي أصبحت متوفرة على الشبكة في نهاية 2018- بداية 2019. بعد ذلك، استعرضت عبد الحليم ورقة الرؤيا التي تمت صياغتها مؤخراً من قبل عدد من الأعضاء بينهم عبد الحليم نفسها واياد برغوثي ويوني مندل وحنان سعدي ويهودا شنهاف وغيرهم. تموضع الرؤيا سلسلة مكتوب أيضاً في السياق الإسرائيلي وأيضاً في سياق العالم العربي، وتشمل موقف السلسة ومنتدى المترجمين من الاسئلة المتعلقة بجوهر المنتدى، التمويل، استقلالية المنتدى، التعامل مع مسألة التطبيع والمؤسسات الحكومية وغيرها. وتظهر الوثيقة على موقع مكتوب باللغات العربية، العبرية والانجليزية.
*كتبت المحضر عليزا بويم، مركزة سلسلة لقاءات منتدى المترجمين، 2018-2019.